لقد دعا القرآن الكريم الإنسان إلى النظر والتأمل في طعامه الذي أنعم الله سبحانه وتعالى به عليه وعلى سائر المخلوقات، فهذا الطعام سواءً كان نباتياً أو حيوانياً جاء إلينا بفضله عز وجل بما أنزله على الأرض من الماء الذي جعلها تهتز وتربو وتنبت من كل شي، حيث قال تعالى "فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة ًوأبا متاعاً لكم ولأنعامكم"0(عبس:24-32) (متولي وآخرون،2005م:35)0
والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم وزوده بنوعيات مختلفة من الأغذية المختلفة في شكلها وطعمها ومكوناتها من العناصر الغذائية، حيث قال تعالى "وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء من واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لأيات لقوم يعقلون" (الرعد:4)
ولقد ورد في القران الكريم كثير من الآيات التي تتحدث عن مختلف أنواع الفواكه والنباتات والطير والحيوان التي أحلها الله للإنسان لتكون غذاءً طيباً، يشمل على كل العناصر الغذائية0
ومن ذلك قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون"0(البقرة:172)0
وقوله تعالى "وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون"0(عبس:20-21)0
ولقد ورد استخدام الغذاء كدواء في الطب النبوي ومن ذلك قوله" صلى الله عليه وسلم" (عليكم بالرمان كلوه بشحمه فإنه دباغ للمعدة)0
وقوله "صلى الله عليه وسلم" (عليكم بالسنا والسنوت فإنه فيهما شفاء من كل داء)0 (سيد،2004م:9-11)0
- طعام الرسول "صلى الله عليه وسلم" وشرابه:
كان "صلى الله عليه وسلم" يأكل ما جرت عادة أهل بلدة يأكله من اللحم والفاكهة والخبز والتمر وغيره، وكان إذا عافت نفسه الطعام لم يأكله، قال أنس (ما عاب رسول الله "صلى الله عليه وسلم" طعاماً قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه ولم يأكل منه)، وكان يحب الحلوى والعسل واللحم وهذه الثلاثة من أفضل الأغذية وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء، وكان يأكل الخبز مأدوماً فتارة يأدمه باللحم ويقول (هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة) رواه أبن ماجه، وكان لا يأكل متكئاً، وكان لا يجمع بين لبن وسمك ولا بين لبن وحمض ولا بين غذائين حارين أو باردين ولا بين مختلفين كقابض ومسهل وسريع الهضم وبطيئة ولا بين شوي وطبخ0
أما عن شربه "صلى الله عليه وسلم" فكان يشرب العسل الممزوج بالماء البارد على الريق، ففي ذلك غسل لخمائل المعدة ودفع للفضلات عنها كذلك هو مفيد للكبد والكلى والمثانة، قالت عائشة "رضي الله عنها" ( كان أحب الشراب إلى رسول الله الحلو البارد)، كما كان من هديه أن يشرب قاعداً، ومن آداب الشرب أيضاً قوله "صلى الله عليه وسلم" (لا تشربوا واحداً كشرب البعير ولكن
أشربوا مثنى وثلاث وسموا إذا أنتم شربتم واحمدوا إذا فرغتم)، لأن التسمية في أول الطعام والشراب وحمد الله في آخره تأثير نفسي عجيب في نفعه ودفع مضرته، قال الإمام أحمد " إذا جمع الطعام أربعا ً فقد كمل إذا ذكر اسم الله في أوله، وحمد الله في آخره، وكثرت عليه الأيدي، وكان من حل0 (أرناؤوط،1990م:995-997)0